يعاني كثير من الصائمين آلام الصدام في نهار رمضان، والبعض منهم تستمر معه أعراض الصداع حتى وقت السحور، ويكون ذلك ناتج عن الجوع أو الجفاف أو التوتر والإرهاق وعدم النوم بشكل كافٍ ليلاً، فضلاً عن الامتناع في نهار رمضان عن تناول المنبهات مثل القهوة والشاي والتدخين.
وقالت مديرة إدارة التغذية المجتمعية بمستشفى توام في العين ندى زهير الأديب إن نوع الصداع الذي قد يصاب به الصائم يشبه الصداع الناجم عن التوتر والقلق، مبينة أن الأشخاص الذين يعانون من الصداع أو الصداع النصفي بشكل طبيعي معرضون له بنسبة أكبر من غيرهم خلال شهر رمضان، خصوصاً خلال فترتي الظهر والمساء.
سحب الكافيين
وذكرت الأديب أن جهود الباحثين لم تتوقف عن تحديد سبب الصداع أثناء الصيام، إلا أنهم يرجحون عوامل متعددة، منها انخفاض السكر في الدم، سحب الكافيين، الجفاف والتغيرات في العادات اليومية، الصيام وروتين رمضان في بيئة عمل عالية الإنتاجية وتنافسية مثل الإمارات يمكن أن تؤدي إلى مزيد من التوتر، وقلة النوم.
وتطرقت إلى أساليب التغلب على الصداع، مشيرة إلى أن اتباع نظام غذائي صحي متوازن ومتكامل، وتأخير تناول وجبة السحور الكاملة إلى ما قبل آذان الفجر بـ 20 أو 30 دقيقة، والمواظبة على السحور يسهم بشكل كبير في التغلب على الصداع في نهار رمضان.
كربوهيدرات منخفضة
وأضافت الأديب أن تناول وجبة تحتوي على نسبة منخفضة من السكر قبل الصوم قد يمنع إصابة الفرد بالصداع خلال اليوم، مبينة أن الجهاز الهضمي يصنف الكربوهيدرات حسب تأثيره في مستويات السكر في الدم، حيث ينتج عن الكربوهيدرات المنخفضة تغييراً بسيطاً في مستويات السكر والأنسولين بالدم.
شعير وشوفان
وذكرت مديرة إدارة التغذية المجتمعية بمستشفى توام أن تناول أغذية مثل الزبادي والفاكهة قليلة الدسم وعصير التفاح وفاكهة العنب والشعير والعدس والشوفان الخام يسهم بشكل كبير في التقليل من أعراض الصداع خلال نهار رمضان.
كما تنصح بتناول ما يكفي من الماء والسوائل بين فترتي الإفطار والسحور لأن الدماغ البشري يتكون في معظمه من الماء، وهو حساس للغاية لكمية المياه المتاحة له.
وأوضحت أنه عندما يكتشف الدماغ أن إمدادات المياه منخفضة للغاية يبدأ في إنتاج الهستامين، وهذا يعني أن الجسم يبدأ في عملية ترشيد المياه والحفاظ عليها لحماية العقل في حالة استمرار نقص المياه لفترة طويلة، حيث يؤدي الهستامين إلى الشعور بالألم والإرهاق ويسبب الصداع وانخفاض الطاقة.
حرارة وإجهاد
ودعت الأديب الصائمين إلى تجنب التعرّض للشمس الحارقة في الصيف والظروف الجوية القاسية ودرجات الحرارة المرتفعة التي تؤدي إلى الإجهاد والتعب، مركزة على ضرورة تغيير نظام الحياة قبل بداية الصوم لدى الأشخاص الذين يعانون مشكلة الصداع النصفي، وتقليل عدد أكواب القهوة القوية للتقليل من خطر انسحاب الكافيين.
تجنب الحبوب الكاملة
كما نصحت بتجنب الإفطار بالأطعمة التي تحتوي على حبوب كاملة وكربوهيدرات بسيطة مثل السكر النقي، من أجل تجنب الارتفاع السريع في مستويات السكر بالدم والتي يليها انخفاض سريع قد يؤدي إلى صداع.