وقع حجر ثقيل على ذيل ثعلب فقطع ذيله فرآه ثعلب آخر فسأله لم قطعت ذيلك ؟
قال له إني أشعر وكأني طائر في الهواء يالها من متعة فجعله يقطع ذيله !
فلما شعر بألم شديد ولم يجد متعة مثله ، سأله : لما كذبت عليّ ؟ قال : إن أخبرت الثعالب بألمك لن يقطعوا ذيولهم وسيسخرون منا . فظلوا يخبرون كل من يجدوه بمتعتهم حتى أصبح غالب الثعالب دون ذيل ! ثم إنهم صاروا كلما رأوا ثعلبا بذيل سخروا منه! ( فإذا عم الفساد صار الناس يعيرون الصالحين بصلاحهم ! واتخذهم السفهاء سخرية ) قال شُريحٌ رحمه الله: “ ليأتين على الناس زمان يُعَيَّر المؤمن بإيمانه كما يعير اليومَ الفاجر بفجوره حتى يقال للرجل إنك مؤمن فقيه ” إن المجتمع الفاســـــــد إذا لم يجد للمصلحيـــــن تهمــــــة .. عيّرهـــــم بأجمــــــل ما فيهـــــم .. ألم يقل قوم لوط ( أخرجوا آل لوط من قريتكم إنهم أناس يتطهّـــــــــــرون ) ؟ ! وهذا ما يحدث اليوم مع الدعوة للتبرج ونبذ الستر والعفاف وسيصل الأمر إلى تعيير المرأة المؤمنة بسترها وعفافها وسيصفونها بالتخلف والرجعية والكبر والعقد حين يرونها تتمسك بحجابها وسترها الحصين وتعيير الرجل المؤمن الفطن الورع بورعه وفطنته وإيمانه وخوفه من الله . حينها ستدرك معنى ( ان القابض على دينه كالقابض على الجمر ) لانه يعلم ان بعد جمر الدنيا هناك جنة كعرض السموات والأرض أعدت للمتقين.