الهدم أسهل كثيرًا من البناء. الهدم يجيده أي شخص، وكل شخص، بينما البناء ليس كذلك. الهدم تأثير وتغيير كما أن البناء تأثير وتغيير، ومن لا يجيد التأثير بالثانية فكثيرًا ما يلجأ للأولى فقط ليشعر أنه مهم ومؤثر. تلك قواعد يعرفها عمليًا كل طفل منذ نعومة أظفاره خصوصًا حين يجد لذته ويشعر أنه فعل شيئًا بتكسير لعبته أو إتلاف دميته، المشكلة أن تستمر معه تلك العادة وأن يكبر وتكبر معه تلك اللذة، لذة التأثير والتغيير ولو من خلال التحطيم والهدم. اللذة التي تنبت لنا هذا النمط الذي نراه كثيرًا اليوم: نمط الهدَّام، إنه نمط قد اتخذ من الهدم منهجًا، ومن نهش المخالف سلوكًا ومن إسقاط من لا يعجبه سبيلًا وطريقًا وأسلوب حياة. نمط لا يعرف الإعذار، ولا يقبل الأعذار، ولا يُقيل عثرة لذوي الهيئات أو من دونهم، وهو لا يفرق بين من هو عدو مجرم مضل مبين يتدين المرء بالتحذير منه وبين من هو بشر يخطىء ويصيب. فقط الهدم ثم الهدم. هذا هو الحل عند هؤلاء ليس إلا الهدم.. الهدم وحسب.. فهو بلا شك أسهل وتأثيره أسرع.
الصف الثاني
آخر الأخبار
الصف الثاني
الصف الثاني
جاري التحميل ...
الصف الثاني
جميع الحقوق محفوظة
التعليم الإماراتية