ظاهرة الغش فـي الامتحانات «عن بُعد» سلوك غير مشروع يحتاج إلى عقوبة 2021-2021.
أثارت تجربة الامتحانات عن بعد، خلال جائحة «كورونا»، تساؤلات وجدلاً على مواقع التواصـل الاجتماعـي بين أولياء أمور الطلبة حول عقوبة مساعدة آباء لأبنائهم فـي حل أسئلة الاختبارات، أو استعانة الطلبة أنفسهم بالكتب المدرسية والمصادر التعليمية الأخرى.
وأكدت وزارة التربية أنها تطبق حزمة الاجراءات الرقابية للكشف عن الغش، موضحة أن الهدف الأول للتعليم هو تنمية مهارات الطلبة وليس الدرجات، فيما كشف المستشار القانونـي الدكتور يوسف الشريف، أنه لم يصدر قانوناً بتجريم هذا النوع من الغش، ولكن هناك لوائح تحظره، وتطبق جزاءات لا تصـل إلى حد العقوبة الجنائية، وتتدرج من تنبيه الطالب وإلغاء الامتحـان والحرمان من المادة.
وتفصيلاً، اختلف ذوو طلبة على مواقع التواصـل الاجتماعـي حول مفهوم الغش وعقوبته، إذ اعتبر فريق منهم أن تطبيق الامتحانات عن بعد أتاح تلقائياً للطالب الاستعانة بمصادر علمية من كتب أو إنترنت واعتماد منهجية البحث عن المعلومة، فضلاً عن أن بعضهم يقدم على ذلك خشية الرسوب فـي الامتحان، فيما أكد فريق آخر أن حصول الطالب على المساعدة سواء من ذويه أو من أية مصادر أخرى تعتبر واقعة غش، وتساوي بين الطالب المتفوق وغيره، كما أنها تضر بالطالب ذاته ومستقبله، ويستوجب تطبيق عقوبة على هذا النوع من الغش.
وأكد ذوو طلبة فـي مراحل دراسية مختلفة، عدم استطاعتهم ترك أطفالهم يؤدون الاختبارات بمفردهم، لخوفهم من حدوث أي خطأ فـي الكمبيوتر أو شبكة الإنترنت خلال الامتحانات، بالإضافة إلى الرهبة الإضافية من أداء الامتحانات عن بعد بسبب جائحة «كورونا»، كما أشارو إلى أن تواجدهم بجانب أبنائهم أثناء تأدية الامتحانات غرضه الدعم ومساعدتهم فـي إيضاح ما يستعصـي عليهم فهمه، خصوصاً لعدم وجود معلم يساعدهم فـي إيضاح المقصود من بعض الأسئلة كما كان يحدث فـي الامتحانات داخل المدرسة.
وقال ذوو طلبة، إن أولياء الأمور يتحملون العبء الأكبر فـي العملية التعليمية منذ تطبيق التعليم عن بعد، ويضطرون إلى مساعدة أبنائهم فـي الاختبارات لمعرفتهم جيداً أنهم لم يستفيدوا خلال العام الدراسـي بالقدر الذي يتيح لهم أداء الامتحـان بمفردهم، خصوصاً أن عدم ثقة أولياء الأمور فـي تساوي الفرص بين الطلبة، وعدم التأكد من تواجد ذوي الطلبة مع أولادهم خلال الامتحـان يدفع بقية ذوي الطلبة إلى مساعدة أطفالهم.
من جانبها دعت مدارس خاصة فـي أبوظبـي ذوي الطلبة إلى عدم القلق من الامتحانات، وترك الطلبة يؤدونها بأنفسهم لرفع ثقتهم فـي قدراتهم، خصوصاً أنها لن تؤثر على انتقالهم إلى الصفوف الأعلى، فيما دعت دائرة التعليم والمعرفة، ذوي الطلبة إلى السماح لأطفالهم بإجراء الاختبارات والامتحانات دون تدخل منهم، مشيرة إلى تفهمها رغبة ذوي طلبة فـي تمكين أطفالهم، وحذرت من أن الاعتماد المفرط على الوالدين يحد من دوافع الأطفال ويمكن أن يؤثر على قدراتهم ومستواهم التعليمي. كما أكدت المدارس أنها تزوّدت بأدوات منع الغش، واعتمدت الاختبارات المراقبة عبر الإنترنت للطلبة، مع تحديد فترات زمنية للاختبارات الإلكترونية، لتشجيع الطلبة على أدائها بأنفسهم، خصوصاً أن الاختبارات لن تؤثر على التحصيل والتقدم فـي نهاية العام، مشيرة إلى أنها شكلت فرقاً فنية من المختصين فـي المجال الإلكترونـي لمراقبة الامتحانات التـي تتم «عن بعد»، لحل أي مشكلة فنية قد تحدث خلال الامتحانات.